top of page
بحث
  • صورة الكاتبRumaisa_mz

شغفي و الواقع ...


اود التحدث اليوم عن تجربتي الشخصية ... بين الشغف و الواقع .


في صغري كان حلم طفولتي ان اصير طبيبة كي اساعد الناس و المرضى المساكين ... كنت اشاطره مع صديقاتي و كان حلم والداي ايضا و مع الايام رسمته في مخيلتي و لم انظر لغيره و في الجامعة اخترت العلوم لان معدلي لم يساعدني .


ان قلت ان هذا الحلم كان حلم والداي و حلم صديقاتي هل صحيح ان هذا ما اردته ايضا ... ام ان داخلي كان يريد شيئا اخر؟


في الثانوية كنت احاول تعلم اللغة الانجليزية و تعلمتها و الحمد لله و لكي اتعلمها كنت اكتب بها و احيانا اقرا كتبا عنها و لها كي اتعلمها بسرعة.


في الجامعة بعد ان تخصصت كنت انافس الطلاب الاخرين على معدلات مرتفعة ... و من كثرة ضغط الدراسة كنت اتوجه الى المكتبة لاستعارة الكتب و قرائتها...

توقفت عن قراءة الكتب الانجليزية و حاز انتباهي القصص و الروايات ... اول رواية قراتها كانت للكاتب المعروف جدا... للكاتب دوستويفيسكي ( الجريمة و العقاب ).

اذكر اني قرات 600 صفحة في ظرف ثلاثة ايام و لم استطع التوقف ابدا.

شعرت ان شيئا ما استيقظ بداخلي ... شعور غريب كالرغبة في اكل الكتب ... بدات اقرا كتابا تلو الاخر ... رواية تلوى الخرى حيث كنت اقرا 60 رواية في عام واحد.

نمى حبي للقراءة جدا ... كنت اواجه صعوبة كبيرة في اقتناء الروايات فكل العناوين كانت تثير انتباهي ... كنت ارتاح من ضغط العلوم و الدراسة عند قرائتي لرواية .


كنت اعيش بداخل كل صفحة و كاني اخوض مغامرة .

اتخيل كل وصف في الكتب كالمنازل و صفات الناس و المزارع و ستتعجبون لو اخبرتكم اني كنت ابكي احيانا ا قرات اسطرا حزينة.


صارت المكتبة منزلي الثاني و المحبب و العاملين فيها اصبح الجيع يعرفني بدون استثناء.

و من هذا المنبر اشكرهم جدا على التعاون ة التشجيع.


و هنا بدات اميل جدا الى الجانب الادبي ... عند ممارستي له اشعر براحة و كان طاقة من مصدر مجهول تتدفق بداخلي و تدفعني للمزيد من العطاء.


مع الوقت بدات بقراءة الاشعار الانجليزية و الاساطير و حكايات خيالية روايات بوليسية .... يمكن القول اني تذوقت الادب برقي.


صرت اتعب جدا من دراسة العلوم .. لا انك راني استفدت جدا من هذا المجال و لا انك راني احببته لكن جانبي الادبي استقيقظ في .

اذكر انه في يوم من الايام زرت مكتبة اللغة الانجليزية للجامعة ... عند دخولي نسيت العالم اجمع و بدات اتفقد الكتب ... الى ان وصلت الى فرع الاساطير ... و كاني وجدت ذاتي هناك امضيت اكثر من اربع ساعات و انا اتفقدها لن انسى ذلك اليوم احسست اني ذهبت الى افريقيا و اورويا استراليا و اسيا .... زرت كل بقاع العالم... كان يوما حافلا.


بعد اكمالي لدراستي زاولت تربصات لتخصصي ... سعدت جدا و استفدت و استمتعت الى ان احسست ان هذا التخصص قد اتعبني جدا من الداخل و بمجرد مزاولتي للادب يستجدد شعور الانتعاش الخاص بي.


و لا اقصد بكلمة اتعبني فاق قدرتي ... بل لثقل المسؤولية فيه فمثلا ان اخطات في اضافة 0.001 ميكروغرام من مستحضر للتحاليل اكون قد اخطات و بالتالي يمكن ايذاء المريض و هذا الامر بدا يارقني جدا.


في فترة مكوثي في البيت ادركت اني لو لم استسلم لطلب والداي و اني خدعت نفسي و اوهمتها بميلي لجانبي العلمي و ان ميولي للجانب الادبي افضل لي و احسن .. ربما لكنت في الدراسات العليا الان .


تمنيت لو اني ترثيت و اكتشفت ذاتي و فيما انا قادرة على فعله و اكثر قبل فوات الاوان.

تمنيت لو اني لم اختر الجانب العلمي لان المميزين فقط من يختارونه


لذا نصيحتي ... قبل اي خطوة نحو مستقبلك ....لا يهم ما يريده الاخرون بل ما تريده انت و ما يروي شغفك

قف راقب نفسك اسال نفسك اتبع شغفك و ما تريد انت لان هذه الامور قد تقودك حتما للطريق الصحيح و بالتالي طريق النجاح.

لا تختر شيئا لان الجميع اختاروه او لتشعر انك مميز مثلهم بل ... اختر شيئا لانه يريحك يسعدك تجد فيه ضالتك ... تجد فيه راحتك نجاحك .... تجد فيه ذاتك.


١٤ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
Post: Blog2_Post
bottom of page